عمر المنصــوري
العراق الديمقراطي الذي بحثنا عنه طوال 14 ربيعاً لم يعد له وجود، فقد تعثرت جميع أركانه عقب تصويت البرلمان على قانون ” استقطاب الحيتان الكبيرة ” ونفوق الاسماك الصغيرة. الشعب العراقي الذي عجز عن ايجاد البديل اصطدم مؤخراً بفاجعة جديدة بتشريع البرلمان لقانون انتخابات مجالس المحافظات وبالتحديد [ عتبة سانت ليغو 1.9 ] الذي منح ” الحيتان الكبرى” استمرار الامساك بالمشهد السياسي بكل مقاساته الغير مشروعة .
المواطن العراقي لم يجد ذريعه لبقائه في بلد تنهكه القوى السياسية بشرعنة الفساد الاداري وسرقة مقدرات البلد ونهب خيراته وتحويل الارصدة لدول الجوار ، الا بأمل واحد يحذوه لتغيير ساسة العراق الديمقراطي ، قبل أن يصطدم بقانون شرع للاحزاب الحالية البقاء على اكتاف الشعب الذي انهكته قوانين البرلمان وجعلته فريسة تنهشها ملفات الفساد والكهرباء التائهة في اسلاك صراع الاحزاب ونفوذ القوى الكبرى على حساب قوى سياسية طامحة لانتشال بقايا انسان .
القانون الإنتخابي ( سانت ليغو ) ليس سوى محاولة لتصفية القوى الصغيرة من اقتحام المشهد السياسي او القرار السياسي الذي تحتكم عليه الكتل الكبيرة .
التهميش والاقصاء أو سياسة التطويق والتجاهل اعتمدتها القوى المتنفذة في القرار العراقي ، بعد أن عزلت جميع الأصوات التي تحاول تلبية الحقوق الشرعية للشعب والتي أقرها الدستور وفقاً لمبدأ الديمقراطية ( الزائفة (
الأمل كان يحذو بالمواطن العراقي لحصول التغيير في الانتخابات المقبلة والتي قد تحمل مشهداً مغايراً وايجابياً وصورة وضاءة تمحي قتامة الايام العصيبة لاحزاب لم تكترث بالديمقراطية التي حمل البرلمان العراقي نعشها حينما اقر القوانين التي لا تخدم الا مصلحته .
أليس من حق المواطن البحث عن وجوه بديلة يانعة سياسياً ؟ لماذا الاصرار بأن نرى ذات القوائم الانتخابية التي تحمل صورة الزوج وزوجته ، والنائب واشقائه ، والعم وصهره ؟
مبروك لحيتان العراق وحظ أوفر [ هاردلك ] للشعب الغلبان على أمره .